الأَثنين:
بين ما أَرى وأَقول
وبين أن أقرأ الفِكرة لأَقول
وأَقول ليستمر الصمت
ثُم أُفضل الصمت لأحلم
وأنتظر الحُلم لأنسى
فَلا هذا ولا ذاك
ولم أنسى ولم أَحلم ولم أقلّ شيئاً
وأستمر صامتاً
كَخيبةِ النهاية
الثُلاثاء:
إِسمكِ الذي يُولد في الصباح
وصوتكِ الذي دُسّ في صدري
فَأَستفيق كَفجر نورٍ حالم
أَستعيدكِ في ذاكرتي شوقاً
فَأَولد مِن جديد
ويُشرق فيني ظلكِ الوحيد
فأحمل إسمكِ في طريقي الطويل
ثُم أحيا معكِ كُل حين
الأربعاء:
حشرجةُ كَلمات تضيع في مُنتصف الليل
وتُصبح هي عَنوان الليلة الباردة
فيزداد الشُعور حتى تكتظُّ جدران القلب بِه
فَتتطاير الكلمات خوفاً
وتنهار الأحلام كُلها
فيحتضّرُ الوقت
والليلةُ تختنقْ حتى يبلغ الفجر مُنتهاه
الخميس:
لا يفرق في شيءٍ عن باقي الأيام الأُخرى
تزداد فيها الأُمنيات في اليقضةِ والحلم
وكُلها ليست سوى أوهام
يبتلعني سوادها مراتٍ كثيرة
فأَظلّ أعدّ الجروح وخيبات الأمل
وأَنشغلُّ بها إلى حدّ نسيان كيف أُسامحني؟
والوقت يمضي دون تلميحٍ ولا تلويح
الجمعة:
يوم التجمع الأكبر
يوم الصلاة الجامعة
الناس ينهالون كَالمطر من كل حدبٍ وصوب
بِوجوهٍ تحمل في طياتها ثُقلّ الحياة
الكُل يسير إلى التجمع الأكبر حين يُسمع نداء “الله أكبر”
هناك مُلتقى الدعاء و آمين بصوت النفِس الواحد
هناك تودع الأسئلة والآلام ، في بريد الدعاء
وأَعود بأملٍ جديد ويعود الجميع إلى طُرقاتهم من جديد.
السبت:
ارتجيِ بالغَلسِ اغتِرَآب الموطِنْ
رحلةُ المسير إلى الإغتراب
حَيث لا أَحد يسأل عني
وأُصبح وحيداً فجأة
ويبقى كُل شيء مُظلم
وبلا أبواب
نافذةٌ واحدة إِعتدّت الإقتراب منها
طوال الليل هي شُرفة الإنتظار
الإنتظار الذي طالّ
ولا تصفه الكلمات ولا تُسعفه الحروف
لِيُقال ،
فيظل سراً مابيني وبين النافذة الوحيدة
الأحد:
غادر فيه الجميع بِلا زاد
ورحلوا بعيداً، إلى أقاصي البعد
فلم ينتظرني أَحدّ
ولم أَتبع أحداً
وكَأنني لا أحد
في الأَعماق ارتعدّ
و دفنتُ نفسي
كَي أغيب من أيّ أحدّ
وأَركنني
في زاوية الطريق
مِنذُ دهرٌ والوجود يَشرئب مِن عُمري حُزناً
لم أَكن أُدرك لِوقع الخُطى
حَتى أَصبحت أَروي حِكاية وِجدانٍ كاذبة
مِن صميم الروح
ماضٍ في مهبّ البقايا على أَورقة الدروب الحالكة
لعلّ زوايةٍ ماطرة تستوقفني
وأَلكنْ بِذاكرة النسيان هُناك تغتسلّ
بِودقْ الغمام
كلمات : الأزهر العدوي
صوت : أحمد نور حسين